عرض المقال
لا تخافوا سوى من الخوف نفسه
2013-06-18 الثلاثاء
«لم أخف فى حياتى سوى من الخوف نفسه».. واحدة من أشهر عبارات النحات الإيطالى الشهير «مايكل أنجلو»، هذه العبارة تصلح أيقونة موجة الثورة القادمة، فالإخوان بعدما تملكهم اليأس وتمكن منهم الفشل ففشلوا فى التخلص من مرض إدمان الفشل!، بدأوا فى لعبة قديمة وضيعة ومستهلكة وهى لعبة تصدير الخوف، وهى لعبة لا يتقنها إلا ضعاف الحجة متواضعو الموهبة، محدودو الخيال، فقراء الإبداع. آخر حلقات تلك اللعبة الوضيعة هى المؤتمر الذى احتشد فيه الأهل والعشيرة يدعون فيه على متظاهرى 30 يونيو ويصفونهم بالكفار، نزل إلى حلبة التخويف والترهيب كل الإرهابيين المتقاعدين والقتلة التائبين، منهم من ينذرنا بالدماء، ومنهم من يهددنا بالويل والثبور، ومنهم من أعلن الحرب وحمل السلاح، وللأسف منهم من تولى منصب محافظ!!، تخيلوا من بقر بطون السياح وملأ أحشاءهم بمنشورات الموت مطلوب منه الآن نهضة السياحة والدعاية لها ورفعة شأنها!، ولكن الخوف لا يصدره إلا الجبناء، والعنف الدموى وسيلة العاجز وأسلوب الفاشل، والدم لا يحسم إلا مشاجرات الغابات والأحراش، ليست بطولة أن يذبح من يدّعى التدين إنساناً وهو يكبّر حاملاً السكين فخوراً بنافورة الدم وسط أهله وعشيرته، المذبوح الباكى بدموعه ودمه المسفوك نتيجة قوة منطقه وحجته أقوى من الذابح المتبلد المشاعر الذى لم يرتق درجة واحدة فى سلم فصيلة وطائفة الثدييات!، كل الرصاص الذى استقر فى جماجم الثوار بداية من جيفارا وحتى الحسينى أبوضيف لم يهزم أمة ولم يركع شعباً ولم يقهر وطناً، غاندى قهر أكبر وأشرس إمبراطورية عرفها التاريخ بمجرد خرقة من صوف تستر بالكاد جسده النحيل وإرادة من فولاذ انتقلت عدواها إلى شعب بأسره، بدون نقطة دم واحدة انتصر غاندى وانتصرت الهند، وبالدم والإرهاب دمرت جارتها باكستان وتمزقت وترعرع فى جنباتها وجبالها الإرهاب!، التجارة بنصرة سوريا من أجل بث الرعب فى القلوب لن يجدى، رفع أصبع السبابة فى وجوهنا إنذاراً وتحذيراً وتهديداً لم يعد يخيل علينا بلغة أولاد البلد، تهم الازدراء والإهانة والتطاول التى تخفون بها جرائمكم وتطرمخون عليها وتستخدمونها كمبرر لسجن واعتقال من وصلتم بسببهم وعلى أكتافهم وبليمونهم الذى عصروه على أنفسهم وببراءتهم الثورية التى جعلتهم يصدقونكم ويقعون فى حبائل أكاذيبكم وفخاخ كلماتكم المعسولة وابتساماتكم اللزجة، هذه التهم لن ترهبنا ولن تخيفنا ولن تحول بيننا وبين يوم الخلاص الذى ليس من الضرورى أن يكون 30/6 ولكنه حتماً سيشرق على هذا الوطن المكلوم المبتلى بعصابة سرية عالمية أخطبوطية غرزت أنيابها الدراكولية فى عنق فريسة اسمها مصر، سيولد هذا اليوم من رحم 30/6.
لا تخافوا سوى من الخوف نفسه.